أنا والليلَ والأطيارَ وحدي أًصاحبُ وحشتي وأُقيلُ سُهدي
ومُعتقلُ اللسانِ فلا استبانتْ حروفٌ صاغَها في الهَجْرِ بُعدي
أُنادي طيفَ مُلهمتي ولكنْ أتسمعُ نجوتي ونكثتُ عهدي
وهلْ تنسي جروحاً ناضحاتٍ تسيلُ بأدمُعٍ كالدُرِ تُندي
وما أخلفتُ وعديَ عنْ دهاءٍ وما أزمعتُ بيناً أوْ تعدي
ولكنْ للغرامِ سهامُ غدرٍ تهيمُ بجنتي مِنْ كُلِ بيّدِ
فأمستْ جنتي قفراً وتخلو مِنْ الأشياءِ حتي ثوبِ لحْدي
فلوْ كانَ الفِراقُ له فؤادٌ لَشابتْ رأسُه ممّا يُردّي
وقلبي نابَه بالأمسِ طيفٌ مِنْ الشيطانِ أمْ ذاْ الطيفُ جُندي !
أُعينُ بهمْ علي كَدَرٍ لقاني وأُلجِمُ ثورةَ الأحزانِ عنْدي
فما لبثتْ صروفُ النفسِ حتي أسلّتْ سيفَها مِنْ كُلِ غَمْدِ
وحُبي صادقٌ والعشقُ يصفو كماءٍ في السماءِ أبلَّ زُهدي
فأنبتَ مِنْ بذورِ الحُبِ شوقاً وماتَ تزهدي واثمَّرَ وُدي
أُحبُكِ لمْ أقُلْ أنّْي ملاكٌ ولكنْ بالملامةِ كانَ صيدي
فلوْ كانَ الرحيلُ يحينُ حتماً إذنْ فلتعلمي عشقي ووجدي
وأنّْي لستُ أنساكِ فإنّْي قتيلٌ للهوي مِنْ غيرِ حدِ